الأيقونة القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح والعذراء مريم عبر العصور

أيقونة قبطية معاصرة من أعمال الفنان المصري عادل نصيف لمشهد العشاء الأخير "الإفخارستيا"

صدر الصورة، Adel Nassef Art/Facebook

التعليق على الصورة، أيقونة قبطية معاصرة من أعمال الفنان المصري عادل نصيف لمشهد العشاء الأخير “الإفخارستيا” وفيها يتوسط السيد المسيح تلاميذه

    • Author, وائل جمال
    • Role, بي بي سي نيوز عربي

فن الأيقونات هو أول ما يلفت نظر الداخل إلى أي كنيسة قبطية في مصر وخارجها، فالأيقونة واحدة من أعمق أشكال التعبير الروحي والفني في الإيمان الأرثوذكسي، فهي ليست مجرد فن زخرفي يزين الجدران فحسب، بل ينظر إليها الأقباط على أنها “نافذة مقدسة” على السماء، تجسد ما يُعرف بـ “اللاهوت المرئي”، وتنقل أسراراً روحية وإيمانية من خلال ألوانها وخطوطها ورموزها الخاصة.

كما تمثل تلك الأيقونات، بالنسبة لأقباط مصر، شهادة حيّة ترمز إلى “حضور الله” وسط المؤمنين، وتعد رابطاً بين السماء والأرض، يستطيع الإنسان من خلال تأمل تفاصيلها أن يدخل في حوار صامت مع ما تمثله من شخصيات مقدسة، فيختبر البُعد السماوي الذي يتجاوز حيز زمانه ومكانه على الأرض.

وعلى مرّ العصور، نهضت الأيقونة القبطية بدور “الإنجيل الصامت”، وروت بأسلوب بصري حياة المسيح وآلامه وقيامته، فضلاً عن إبراز حضور العذراء القديسة مريم وقصص تحدثت عن تقوى القديسين والقديسات، ونقلت رسائل إيمانية فهمها الجميع، المتعلم وغير المتعلم. لذا، شكّلت تلك الأيقونات القبطية، في الأديرة والكنائس والمنازل أيضاً، وسيلة للتشجيع على حياة البر والتقوى، كما مثّلت حصناً حافظاً للإيمان المسيحي خلال فترات تاريخية اتسمت بالاضطهاد والمعاناة، وأصبحت شاهداً إيمانياً وحافزاً روحياً للتأمّل في حياة المسيح وتعاليمه جيلاً بعد جيل.

“فلسفة الأيقونة القبطية”

أيقونة قبطية معاصرة بالألوان تظهر السيد المسيح وإلى يساره القديس يوحنا الحبيب

صدر الصورة، Social Media

التعليق على الصورة، أيقونة قبطية معاصرة للسيد المسيح وإلى يساره القديس يوحنا الحبيب

تنطلق فلسفة الأيقونة القبطية من حقيقة أنها ليست مجرد فن تشكيلي أو تصوير جمالي، بل “لغة روحية” تحمل في طياتها “أسراراً إلهية”، وتنقل تعاليم الإنجيل إلى عالم ملموس، فمن خلال الرموز والألوان والخطوط، تسهم الأيقونة في تحويل اللامرئي إلى تجربة مادية مرئية، بفهم ووعي يجمع بين الجمال والإيمان، وبين المعرفة الروحية والرؤية البصرية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *